منذ لحظة ظهوره الأول عام 2019، حفر أنمي Kimetsu no Yaiba اسمه بحروفٍ نارية في ذاكرة كل محب للأنمي.
بأسلوبه البصري الفائق، وقصته العاطفية العميقة، وشخصياته الكاريزمية، تجاوز العمل حدود اليابان ليصبح ظاهرة عالمية، واليوم بعد خمس سنوات من الانطلاق، تتجه السلسلة إلى ختامها المنتظر من خلال ثلاثية أفلام سينمائية تغطي آرك "قلعة اللانهاية – Infinity Castle"، والذي يُعد من أكثر الفصول دراماتيكية ومأساوية في المانغا.
فما الذي يجعل هذه النهاية استثنائية؟ ولماذا اختارت استوديوهات Ufotable أن تنهي السلسلة بثلاثية أفلام وليس بموسم تلفزيوني تقليدي؟ هذا ما سنستعرضه في هذا المقال.
لماذا ثلاثية أفلام؟
القرار بإنهاء السلسلة بثلاثية أفلام لم يكن مجرد اختيار فني، بل خطوة مدروسة تعكس ثقة الاستوديو في النجاح التجاري والفني للعمل، فبعد النجاح الساحق لفيلم "Mugen Train" في 2020، والذي أصبح أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات في تاريخ السينما اليابانية، بدا واضحًا أن جمهور Demon Slayer يتفاعل بقوة مع الأفلام السينمائية.
آرك "قلعة اللانهاية" هو أحد أكثر الفصول تعقيدًا وتشابكًا في القصة، ويحتوي على معارك متعددة ومتزامنة بين الهاشيرا وأقوى الشياطين، وصولًا إلى المواجهة الكبرى مع "موزان كيبوتسوجي".
هذا الكم من الأحداث والحركة والدراما يستحيل اختزاله في موسم عادي دون التضحية بالجودة، لذا جاءت ثلاثية الأفلام كحل مثالي لتقديم تجربة سينمائية متكاملة تحترم تفاصيل العمل.
قصة الآرك الأخير : حين يذوب الأمل في ذروة المعركة
في آرك قلعة اللانهاية، يشن موزان هجومًا شاملًا على قتلة الشياطين، حيث يتم نقل أبطالنا إلى قلعة سحرية مشوّهة في بعدٍ آخر.
في هذا المكان المتحرك ذي البنية غير المنطقية، يخوض الصيادون آخر وأصعب معاركهم ضد الأقمار العلوية (Upper Moons)، وفي مقدمتهم الشيطان رقم واحد "كوكوشيبو" الذي يُعد من أكثر الخصوم رعبًا وتعقيدًا نفسيًا في السلسلة.
كل شخصية ستواجه مصيرها، وتتكشف الأسرار التي طالما حيّرت المتابعين، بدءًا من تاريخ موزان، مرورًا بتطور قوة تانجيرو، وانتهاءً بمصير نيزوكو التي اقتربت من العودة إلى إنسانيتها.
من الناحية البصرية : Ufotable تعدنا بتحفة سينمائية
استوديو Ufotable كان منذ البداية من نقاط القوة الأساسية لأنمي قاتل الشياطين، فهو يتميز بإبداع تقني استثنائي يجمع بين الرسوم اليدوية والمؤثرات الرقمية بسلاسة منقطعة النظير.
في ثلاثية الأفلام القادمة، وعد الاستوديو باستخدام تقنيات أنيميشن جديدة تمامًا تم تطويرها خصيصًا لتقديم مشاهد المعارك داخل القلعة، والتي تتطلب مشاهد "كسر فيزيائية الواقع"، وسرعات خيالية، وتحولات فنية مرعبة.
الموسيقى التصويرية، التي أبدعتها "يوكي كاجيورا" و"غو شيينا"، ستعود بقوة، ويتوقع الجمهور أن تحتوي الثلاثية على مقاطع موسيقية أصلية تم تأليفها لزيادة الشحنة العاطفية والمأساوية للحبكة.
الشخصيات : لحظات وداع صعبة
واحدة من أسباب نجاح انمي قاتل الشياطين هو بناء شخصياته، لا أحد يُنسى بسهولة في هذا الأنمي، حتى الأعداء.
ومع دخولنا الآرك الختامي ستشهد الشخصيات الأساسية – تانجيرو، إينوسكي، زينيتسو، نيزوكو – تطورات درامية، ونضوجًا فكريًا يليق بنهاية الرحلة، لكن الأهم هو مصير الهاشيرا، الذين سيواجهون أقسى معاركهم وقد يدفعون أثمانًا باهظة.
ما يجعل هذه المرحلة مؤثرة هو تركيز القصة على الإرث، والتضحية، والتساؤل حول ما تعنيه "الإنسانية" فعلًا، من منا لن يتأثر بلحظة استشهاد أحد الهاشيرا أو رؤية نيزوكو تكسر اللعنة الشيطانية لتعود إلى إنسانيتها في مشهد مؤثر
التوقعات الجماهيرية : ما بعد Demon Slayer
النجاح المتوقع للثلاثية قد يفتح الباب أمام تكملة مستقبلية أو مشاريع جانبية (spin-offs)، المانغا نفسها انتهت، لكن العديد من المتابعين يطالبون بأعمال جانبية حول الماضي السحيق لموزان أو عن الصيادين القدماء.
كما أن التجربة السينمائية لهذه الثلاثية قد تغيّر مستقبل إنتاج الأنمي ككل، فبدلاً من المواسم المتقطعة، قد نرى المزيد من المشاريع الكبيرة تختتم بأفلام أو ثلاثيات، وهو ما يمنح صانعي الأنمي حرية فنية أكبر.
الختام : نهاية الأسطورة ... أم بدايتها؟
الثلاثية القادمة لا تمثل فقط نهاية قصة انمي كيمياسو نو يايبا، بل أيضًا نهاية مرحلة كاملة في تاريخ الأنمي الحديث، أنمي غير المفاهيم، رفع المعايير، وأعاد ملايين المتابعين إلى عالم الرسوم المتحركة اليابانية، ومع أن النهاية قد تحمل في طيّاتها لحظات حزن وفقدان، إلا أنها أيضًا احتفال بقوة الإنسان وبالضوء الذي يبقى حتى في أكثر اللحظات ظلمة.
رحلة تانجيرو الأخيرة ستكون على الأرجح واحدة من أعظم تجارب الأنمي في التاريخ الحديث.
