تم إنقاذ ارمين ليصبح الخبير الاستراتيجي الجديد لفيلق الاستطلاع لكنه لم يثبت فعاليته تمامًا، فهل كان انقاذ القائد ايروين سميث هو الخيار الأصح؟
هذه المقالة مبنية على احداث الانمي فقط و هي لا تحتوي على اي حرق من المانجا
في الحلقة 55 من انمي هجوم العمالقة، كان الرائد ليفاي أكرمان مسؤولاً عن اتخاذ قرار مهم للغاية، فبعد التضحية البطولية للكابتن ايروين سميث ضد العملاق الوحش و كذلك تضحية أرمين بنفسه ضد العملاق الضخم أصيب كلاهما بجروح قاتلة و كانا على شفا الموت.
اصر ايرين و ميكاسا على أن ارمين هو الخيار الصحيح لحقنه بالحقنة التي تحتوي على السائل الشوكي للعمالقة من اجل انقاذ حياته، إلا أن ليفاي و فلوك لم يقتنعا بذلك، لكن لاحقا، و على الرغم من أن المجموعة قررت أنه يجب إنقاذ ايروين للاستفادة من تجربته الكبيرة في الحروب، اختار ليفاي بدلاً من ذلك أرمين ليرث العملاق الضخم، معتقدًا أن الكابتن ايروين قد عانى بما فيه الكفاية و حان الاوان لتركه يستريح من جحيم ساحات المعركة ضد العمالقة و غيرهم.
من المستحيل معرفة مدى الآثار المترتبة عن ذلك على بقية احداث الانمي، لكن اتفق الجميع على ان تلك كانت واحدة من أكثر اللحظات المحورية في المسلسل.
كان ايروين أحد أكثر المقاتلين الموهوبين والاستراتيجيين والأفراد ذوي الرؤى الرشيدة في جزيرة باراديس، كانت خبرته ستشكل رصيدًا حيويًا في الحرب ضد مارلي والحملة الحالية لإيقاف إيرين و دك الارض، الأمر الذي أدى إلى طرح السؤال : هل كان انقاذ أرمين هو الخيار الصحيح حقا؟
هل كان ايروين سيدعم خطة زيك و المتطوعين المناهضين لمارلي؟
تم تقديم ييلينا والمتطوعين المناهضين لمارلي لأول مرة في الحلقة 68 من الانمي Attack On Titan، حيث قدموا لإبلاغ ليفاي وهانجي عن تعاونهما مع زيك ييغر لإسقاط نظام مارلي وتحرير الشعب إلديا من خلال خطته المكونة من ثلاث نقاط لحماية جزيرة باراديس.
بينما كان لأرمين تأثير ضئيل للغاية على المفاوضات التي جرت خلال هذه الفترة، إلا أنه أخبر ايرين ييغر وميكاسا اكرمان عن مخاوفه بشأن خطة زيك حيث أقر بأن استخدام دك الارض لتهديد العالم من المرجح أن يزيد من غضب الحكومات ومواطنيها، مما قد يؤدي إلى استمرار دائرة الكراهية حول جزيرو باراديس و اهلها.
لو كان ايروين لا يزال على قيد الحياة، فمن المحتمل أن يتفق مع ارمين في نظرته المستقبلية وخوفه من أن دك الارض خطوة خطيرة و قد تزيد الطين بلة.
كان ايروين يتوقع أن مخاطر استخدام هذه العملية تفوق في النهاية أي مكاسب يمكن أن تحققها في حال فقدان الشخص الذي يقود دك الارض للسيطرة أو إنقلب على شعب إلديا، فذلك يترك أهل باراديس عرضة للخطر أو الأسوأ من ذلك، قد يؤدي إلى تدمير العالم بأسره.
على الرغم من أن الكابتن ايروين كان مستعدًا في السابق للمخاطرة في سبيل إنقاذ الشعب إلديا إلا أن سياق القصة قد صوره دائمًا على أنه شخص استراتيجي دقيق بدرجة كبيرة من الغريزة، و معرفة أن زيك كان مسؤولاً عن وضع هذه الخطة سيجعل ايروين يشعر بعدم الارتياح بالتأكيد فقد تسبب زيك في أضرار جسيمة لفوج الكشافة وهدد أمن جزيرة باراديس عدة مرات، لذا فإن تغييره المفاجئ في المنظور كان سيطلق أجراس الإنذار في آذان ايروين.
ومع ذلك، قدمت يلينا والمتطوعين المناهضين لمارلي قدرًا كبيرًا من المعلومات حول عملية مارلي العسكرية، تحدد حجم وبنية جيش مارلي، وتتيح الوصول إلى عينات من الأسلحة التي يستخدمونها، كما قد شرحوا سبب عدم تمكنهم من ضرب باراديس.
كان إروين يدرك أهمية الاستمرار في الحصول على هذا النوع من المعلومات، وبالتالي ربما يكون قد تأثر للعمل مع زيك - طالما كانت هناك خطة طوارئ فعالة عندما تم الكشف عن نواياه الحقيقية.
بينما تم اتخاذ تدابير لإبقاء زيك تحت السيطرة في حالة حدوث تمرد، كانت الاحتياطات الخاصة بالمتطوعين المناهضين لمارليان أقل صرامة، أدى ذلك إلى إصابة عدد كبير من ضباط باراديس العسكريين بسائل زيك الشوكي، مما أدى إلى فقدان جيشها السيطرة والانقسام إلى فصائل مختلفة.
على الرغم من أن آرمين والعديد من الآخرين قد أغفلوا هذا السيناريو، فمن المحتمل أن ايروين كان ليتمكن من التنبؤ بهذا قبل حدوثه بسهوله، أو على الأقل إنقاذ جيش باراديس من هذا السيناريو المؤسف.
هل كان ايروين سيخطط لشن لحملة حرب أكثر فعالية من أرمين؟
في حين أن الفارق الزمني الممتد بين وصول يلينا إلى باراديس وهجوم إيرين على مارلي غير تماما، الا انه من المفترض أنه كان عدة سنوات على اقل تقدير.
مباشرة بعد معرفة ان هناك صراعا قائما بين مارلي و قوات الحلفاء في الشرق الأوسط، كان ايروين بالتأكيد سيقوم بإستغلال ذلك الصراع لتوجيه ضربة موجعة لمارلي بدلاً من ترك الفرصة تفلت من أيديهم.
لو كان ايروين على قيد الحياة كان سيقوم بشن حملة عسكرية مبكرا على مارلي عندما كانت وحدة المحاربين الخاصة بهم لا تزال تقاتل في الخارج، لو حدث ذلك كان من الممكن أن تترك مارلي و جيشها ضعيفين تمامًا وتحت رحمة القوة العسكرية لجزيرة باراديس، كان بإمكان عمالقة إيروين وايرين أن يدمروا مدنهم وموانئهم ومراكزهم الإستراتيجية بسهولة، الأمر الذي كان من شأنه أن يترك عمالقة مارلي بدون الدعم المطلوب للرد بشكل فعال.
و نظرًا لدرجة الخبرة العسكرية العالية لإيروين، كان سيدرك أن وحدة المحاربين المارليين كانت الورقة الرابحة و مفتاح النجاح الوحيد لمارلي و نظرا لهذا كانت خطته الشاملة ستكون القبض على عمالقة مارلي أو قتلهم.
إلى جانب قيادة هذه العملية، سيحاول إيروين بشكل شبه مؤكد إجراء مفاوضات مع الدول الأخرى، فيمكن الاعتماد على دولة هيزورو لتقديم الدعم إما بالموافقة على شروط زيك أو من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى مناجم الحجر الجليدي الموجودة بكثرة في جزيرة باراديس، كما قد يكون التحالف مع الشرق الأوسط ممكنًا أيضًا إذا تم التفاوض عليه اثناء حربهم الطاحنة مع عمالقة مارلي.
إذا حاول ايروين الشروع في هذا النهج متعدد الأوجه للحرب، فقد يكون قد أثبت نجاحًا كبيرًا ومنع باراديس من الوقوع في الفوضى و ربما منع تفعيل ايرين لدك الارض، فلو كان إيرين قد رأى أن استراتيجية معركة ايروين كانت تتعامل بشكل فعال مع التهديد الخارجي للجزيرة و سكانها فربما يكون قد قرر عدم اللجوء للملاذ الاخير (دك الارض).
في النهاية، لم يكن أرمين فاعلًا استراتيجيًا أو ذو حضور مؤثر في قصة انمي هجوم العمالقة كما كان يأمل الكثيرون، في حين أنه موهوب بالتأكيد إلا أنه لا يتمتع بالخبرة أو الصفات القيادية اللازمة للأوقات والمواقف التي يعيش فيها.
كان ايروين أكثر قدرة بكثير في المعارك واتخاذ القرارات الصعبة، في حين أن أرمين ينهار تحت الضغط ويفتقر إلى الثقة المطلوبة لقيادة الآخرين بشكل فعال لسن قراراته التكتيكية.
لا يخفى لنا ان علاقة أرمين الوثيقة بإرين قد اثرت أحيانًا على قراراته، وهذا كان واضحًا تمامًا عندما بدأ دك الارض، فبدلاً من إدراك أن ما يحدث سيضع حدًا للإنسانية، كان أول تفكيره وتعليقه على ميكاسا هو "لقد فزنا"، على عكس ايروين الذي كان يدرك من بادئ الامر ان استخدام إيرين كأداة عسكرية قد يمثل تهديدا على جزيرة باراديس مستقبلا، ربما حدث ذلك نظرًا لأن ارمين كان قريبا كثيرًا إلى ايرين، لا احد يدري، لكن الامر المؤكد هنا هو قدرة ايروين على فصل نفسه عاطفياً عن ايرين كانت لتكون ميزة لا تقدر بثمن طوال الموسم الرابع و الاخير كما كانت ستحدث العديد من التغييرات على مسار القصة حتى الان.