أكثر سؤال راودني أثناء متابعة انمي Gachiakuta هو : ماذا لو حاول رودو العودة إلى الفلك، المدينة العليا التي نبذته؟
هل يمكن لشخص حُكم عليه ظلماً أن يخطو من جديد نحو مكان رفضه تماماً؟ هذا التساؤل يكشف الكثير عن طبيعة العالم الذي بناه المانغاكا، عالم لا يسمح بسهولة بكسر الحواجز الطبقية، ولا يتسامح مع من تجرأ على السقوط.
ما هو الفلك ولماذا العودة إليه مستحيلة؟
الفلك هو رمز للمدينة العليا في Gachiakuta، المكان الذي يعيش فيه الأغنياء والنخبة في رفاهية بعيدة عن القذارة والظلم الذي يملأ الحفرة، بالنسبة لهم، أي شخص يسقط في الهاوية يصبح جزءاً من الماضي، وكأن وجوده قد مُحي تماماً، ولهذا فإن فكرة عودة رودو تعني تحدي النظام الذي صنع هذا الفصل الحاد بين الأعلى والأسفل، وهو نظام لن يسمح لأحد بأن يهز استقراره.
التحديات التي قد يواجهها رودو
عودة رودو للفلك ليست مسألة طريق أو صعود جسدي فقط، بل مواجهة مجتمع يرى فيه رمزاً للخطأ والخطر، سيواجه رودو نظرات الخوف والكراهية نفسها التي أدانته ظلماً، إضافة إلى احتمال ملاحقته من السلطات التي لن تسمح بفضح أسرار الهاوية أو كشف حقيقة العدالة المزيفة، كما أن تجربته في الحفرة جعلته شخصاً مختلفاً تماماً، وربما لم يعد ينتمي لذلك العالم حتى لو استطاع الوصول إليه.
ما الذي قد يغيره رودو لو عاد فعلاً؟
إن عودة رودو قد تعني أكثر من مجرد انتقام أو محاولة إثبات براءته، قد تكون بداية ثورة حقيقية تهز الفلك والحفرة معاً، لأنه الوحيد الذي رأى الحقيقة من الجانبين، ولديه القدرة على استخدام قدرة المانحين لإعادة تشكيل ميزان القوة، ربما يستطيع كشف كيف أن الفلك يعيش على استغلال الحفرة، وربما يكون هذا ما يخشاه الجميع في الأعلى، أن تنهار الأكاذيب التي بُني عليها نظامهم المثالي الزائف.
مهما كانت الإجابة، فإن رحلة رودو لو عاد للفلك ستكون مليئة بالصراعات والمعاني، وستكشف لنا الجانب الأكثر ظلمة وخوفاً في هذا العالم المغلق.
بصراحة، وأنا أتابع رحلة رودو لا أستطيع منع نفسي من التفكير في الكراهية العميقة التي يحملها هذا النظام لكل من وُلد في المكان الخطأ، وإن عاد يومًا للفلك، أظن أنه لن يعود ليكون جزءًا منه، بل ليكسره تمامًا، وأعتقد أن هذا ما يجعل قصته مختلفة عن أي حكاية انمي شونين تقليدي.